الاثنين، ٣٠ أبريل ٢٠٠٧

الإيمان هو أسلوب الحل

هناك الكثير والكثير من المشاكل التي تقابلنا يا تري ما هوه الحل لها ؟ وما هوه المرجع للحل؟ فللنظر سويا في هذه الخاطرة
لقد كان الإيمان هو المرجع الحقيقي لحل هذه المشكلة أيضًا حين استثار في نفوس كل من خاض في حادث الإفك حقائق الإيمان المكنونة في قلوبهم، والتي ابتدأها القرآن بتوجيه اللوم والعتاب على كلِّ من خاض وتحدث في هذا الموضوع، وما كان ينبغي عليهم فعله عند سماع مثل هذا الكلام على إخوانهم ﴿وَلَوْلا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُمْ مَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَتَكَلَّمَ بِهَذَا سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ (16)﴾ (النور) وبهذا التوجيه الذي يحمل عتابًا كله رقةً وحنانًا كانت البداية، فعندما تصل هذه اللمسة إلى أعماق القلب فإنه يكون مستعدًا لتلقي ما بعده وعندئذ كانت الخطوة الثانية، وهي أيضًا دافع داخلي يدفع المؤمن الحق إلى البعد عن مثل هذا، وعدم الخوض فيه مستقبلاً يقول تعالى ﴿يَعِظُكُمْ اللَّهُ أَنْ تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَدًا إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ (17)﴾ يقول الأستاذ سيد قطب رحمه الله:

"يعظكم".. في أسلوب التربية المؤثر، في أنسب الظروف للسمع والطاعة والاعتبار، مع تضمين اللفظ معنى التحذير من العودة إلى مثل ما كان: ﴿يَعِظُكُمْ اللَّهُ أَنْ تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَدًا﴾ ومع تعليق إيمانهم على الانتفاع بتلك العظة: ﴿إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ﴾.. فالمؤمن لا يمكن أن يكشف لهم عن بشاعة عمل كهذا الكشف، وأن يحذروا منه مثل هذا التحذير، ثم يعودون إليه وهم مؤمنون.

﴿واللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ﴾ يعلم البواعث والنوايا والغايات والأهداف، ويعلم مداخل القلوب، ومسارب النفوس، وهو حكيم في علاجها، وتدبير أمرها، ووضع النظم والحدود التي تصلح بها
.