الأربعاء، ٢ مايو ٢٠٠٧

الإخوان ليسوا معمل تفريخ كوادر للمعتقلات ـ د. يحيى القزاز

يؤسفني ما يحدث للإخوان المسلمين من اعتقال وتنكيل من قبل النظام الحاكم، واختلافي في الرأي معهم لا يعنى الوقوف ضدهم، وخلافي يتركز في نقطتين الأولى: مطلوب كتابة برنامج واضح محدد المعالم يستقوه كيفما يشاءون ومن أى مرجعية تحلو لهم، المهم أن يكون مكتوبا يقيهم سوء نية المختلفين معهم، ويحميهم من شر هجمات النظام، ويكون مرجعية لعامة الشعب عند الاختلاف والاتفاق، مادمنا قبلنا النزول إلى ساحة العمل السياسي فلابد من قبول قواعد اللعبة السياسية، ولايمكن أن أنزل ملعب كرة القدم وألعب مباراه بقانون كرة اليدثانيا: إن الإخوان يتحملون الضربات من النظام دون إبداء أى مقاومة أو على الأقل رد فعل ولو سلبي، وأشعر للأسف أن كل هدفهم في الحياة أن يكونوا معمل تفريخ كوادر عظيمة ذات قيمة للمعتقلاتالملاحظة الأولى هامة ولاخلاف عليها، أما الملاحظة الثانية فهى محل نظر وتباين رؤى وغير ملزمة لهم، لانها تخصهم، والأولى تخص المجموع فهى لازمةمن خطورة الملاحظة الثانية، أنها تثير الريبة في شباب صاعد يتربى على أيدى الإخوان، وما كان مقبولا بالأمس من الطاعة العمياء في الجماعة أصبح الآن محل خلاف واختلاف، ورأينا شباب الإخوان على المنتديات وفي المظاهرات يرفضون وينددون بسلوك قادة الإخوان ويعترضون على نظام طلب الاستئذان عند عمل أى فعالية، وفي محاورة لى مع البعض منهم، أبدوا امتعاضا مشوبا بحذر ومقرونا باحترام للجماعة ووافقونى نسبيا على طرحي، وقالوا لا يمكن أن نرضى أن نكبر ونتربى إخوانيا ويكون مصيرنا السجن بلا ثمنالإخوان قوة كبيرة، لا نطلب منها تضحيات من أجلنا، تضحياتها تخصها ولنفسها أولا وقبل الآخرين، لكن سلوكها وطريقة تربيتها للأجيال الناشئة حاليا بها تعودهم على الخنوع والطاعة العمياء، وتحمل الضربات، ومن يتربى بهذه الطريقة لم ولن ولا يمكن أن يكون ديمقراطيا في المستقبل، فطريقة التربية تحكم سلوك الفرد مستقبلا، ولأن عددها الأكبر فيمسي الوطن في خبر ديكتاتورية الأغلبية، وكما تعودوا على تحمل الضربات من الآخرين، فعلى الآخرين أن يتجرعوا منهم كما تجرعوا هم من غيرهم سابقا، وقد يكون هذا دون قصد إلا إنها طريقة التربية والتعود، وفي هذا المسلك يتم تسييد ثقافة الخنوع في الدولة، والإخوان ستكون مسئولة عن ذلك.لدى بعض التحفظات ليس هذا وقتها فالظروف لاتحتمل، وأؤكد أنني لست ضد تواجد الإخوان أو غيرها في ساحة العمل السياسي ماداموا يملكون برامجا يمكن الاحتكام إليها وقت اللزومكلمة أخيرة للإخوان حجم الضربات التى تتلقونها اكثر هولا من حجم التعاطف الذي تنالونه. الشعب بدأ يتساءل الآن كيف لجماعة كبيرة ذات شرعية شعبية لا تستطيع درء الأخطار القادمة من النظام إليها ولو باعتصام أو إضراب في مقر الجماعة أو أماكن عملهم؟ مخطئ من يتصور أننا ندفع بالإخوان للأمام ونزج بهم في معركة لا طاقة لهم بها ولاناقة لهم فيها ولا جمل. انزلوا الشارع واعلنوا عن رغبتكم ستجدون كثيرا من الشرفاء خلفكم، أو سيروا خلف آخرين لهم هدف محدد هو القاسم المشترك الأدنى لكل المصريين ، وبعدها فليتنافس المتنافسون، ولأن عددكم الأكبر فستكون الغلبة لكم والسبق لكم، ومن خلال برنامج مكتوب يدعو إلى الديمقراطية تجرى انتخابات نزيهة لتأسيس ممارسة ديمقراطية تتصارع فيها الأحزاب، وقتها يا هلا بمجيء الإخوان ديمقراطيا واحكموا ما شئتم مادام الشعب ينتخبكم، بشرط ألا يتمكن الغرور من خلال الكثرة العددية منكم وتحيدون عن الديمقراطيةماذا تبقى بعد أن ألقى القبض على نواب الشعب من الإخوان ومعهم أربعة عشر بني أدم؟ وهل هذا نظام يحترم الدستور والقانون؟ الكرة في ملعب الإخوان وكثيرون يعرفون أنه لا أحد بمفرده وبمقدوره أن يصنع شيئا في مواجهة النظام فما رأيكم يا إخوانى في الله والإنسانية