وصل محمد دحلان عضو المجلس التشريعي الفلسطيني في منتصف ليل الخميس الماضي إلى مدينة رام الله بالضفة الغربية وتسلل في جنح الظلام بعد رحلة علاج في الخارج بالاضافه الى صفقات وإدارة معارك الاقتتال الداخلي من خارج ارض المعركه بالـ"ريموت كنترول".دحلان على مدى أكثر من شهر أقام في القاهرة وسط حراسة مشدده داخل إحدى الشقق الفاخرة في حي المهندسين الراقي ويقدر فرشها وأثاثها فقط بحوالي ثلاثة ملايين جنيه وذلك - حسب تصريحات مصممي الديكور الذين رفضوا ذكر أسمائهم - بسبب اتساعها وضمها العديد من التحف والانتيكات.المعلومات المتوفرة تشير إلى أن دحلان لم يعد يامن على حياته في الداخل فيريد أن يستقر في القاهرة ويدير المعركة من القاهرة.ويرجع السبب الرئيسي في إقامة دحلان في القاهرة أنها تأتي في إطار فترة النقاهة عقب إجرائه عملية جراحية في ساقه في أحد مشستفيات برلين في المانيا لكن العملية تسببت له بنوبة صرع حاد يتعرض لها مؤخرا.وأشارت مصادر مقربة من الحكومة الفلسطينية الحمساوية أن دحلان، يسير الآن مستعينا بعكازين طبي، فيما يحيط، وأسرته الموجودة معه في القاهرة حقيقة مرضه بتكتم شديد.
إدارة المعركة من البيت
لم تكن فترة النقاهة التي يقضيها دحلان في القاهرة هي السبب الوحيد في بقائه في العاصمة المصرية حيث اتهمت حركة حماس دحلان بالإشراف على خطط التدريب العسكري التي كانت تتلقها قوات حرس الرئيس الفلسطيني وجهاز الأمن الوقائي في الإسكندرية ، كما أكدت المصادر تؤكد أن دحلان التقى بالعديد من الشخصيات الخليجية غير المعروفة لإتمام العديد من صفقات السلاح وبحث سبل إرسالها إلى القطاع .وان الاتصالات لا تتوقف داخل منزل دحلان من القاهر بأتباعه داخل قطاع غزة وعلى رأسهم توفيق أبو خوصة ورشيد أبو شباك وسمير المشهراوي لمتابعة الأوضاع في الداخل ولتزكية نار الفتنه.وقد شددت عليه الإجراءات الأمنية حيث تخشى الحكومة المصرية إقدام عناصر مصرية متعاطفة مع حركة حماس، تتهم دحلان بالوقوف خلف الاقتتال الداخلي وإمداده لعناصر فتحاوية بالمال والسلاح باغتيال دحلان، الأمر الذي استدعى إبلاغه ذلك وتشديد الإجراءات الأمنية حول مقر إقامته في العاصمة المصرية.وأشارت مصادر فلسطينية إلى أن دحلان ومرافقيه كانوا لا يتحركون كثيراً في القاهرة خلافاً لقادة حماس، الذين ما إن يصلوا إلى القاهرة حتى تبدأ طلعاتهم واستضافتهم في ندوات مختلفة، مشدّدة على أن المخاطر على دحلان تزداد يوماً بعد يوم في ظل تعاطف الكثير من المصريين مع حركة حماس، التي يرونها حامية المشروع الفلسطينيجدير بالذكر أن عودة دحلان الى رام الله جاءت بعد ان تعرض لحملة توبيخ شرسة في القاهرة قادها مدير المخابرات المصرية اللواء عمر سليمان الذي اجتمع بأهم ثلاثة قادة فتحاويين في غزة ووبخهم بشكل عنيف، كما كشف مصدر متابع ومطلع أكد بان اللواء سليمان طلب إجتماعا سريعا مع القادة الثلاثة ووجه لهم نقدا قاسيا والقادة الثلاثة الذين خضعوا لتوبيخات سليمان هم محمد دحلان ورشيد أبو شباك وسمير المشهراوي وجميعهم تواجدوا في القاهرة طوال الأيام الصعبة الأخيرة التي واجهت حركتهم في قطاع غزة.
أمراء الفتنة
وحول تلك القضية يقول مشير المصري القيادي بحركة حماس الموجود حاليا في القاهرة ، أن محمد دحلان كان يقود التيار الانقلابي ومعركة الاقتتال الداخلي من قواعده في القاهرة، مؤكدا أن هذه هي شيمة أمراء الفتنه أنهم يزجون بالأفراد في أتون المعارك وينأون بأنفسهم بعيدا عن أي سوء، كما أشار إلى أن رشيد أبو شباك يشكل حلقة إجرام وعتاد ضد الحكومة الفلسطينية، وهذا ما أفصح عنه رئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية، وهم من أفشلوا ثلاث وزراء داخليه سابقين حمساوي وفتحاوي ومستقل وهم سعيد صيام وهاني القواسمي ونصر ابويوسف .وأكد المصري أن قرار حماس بالسيطرة على قطاع غزة كان أمنيا واضطراريا، دفعت إليه حماس لتخليص الشعب الفلسطيني من ويلات التيار الانقلابي الذي يعبث بأمن القطاع وشعبه. وقال المصري لـ "ولاد البلد": "الشعب الفلسطيني الآن يعيش بهجة منقطعة النظير، بدت في ترحيبه بنا ومساعدته لنا، وهو الأمر الذي قام بتسريع سقوط مقرات الأمن التي كانت تستخدمها مليشيات التيار الانقلابي من فتح لفرض الإتاوات على المواطنين، وتعذيبهم داخل تلك المقرات".